[img(260,80)]]
محاضرة للاستاذ/ احمد شتلة |
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونصلّي ونسلّم عَلَى نبيّه وحبيبه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:
أختي المسلمة: فِي كلّ مكان، السَّلامُ عَلَيْكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاته.
اعلمي أيّتها الأخت فِي الله –أنّكِ شقيقة للرّجل ومثيلة له، وأنّك شطر لبني الإنسان كافّةً، فأنت أمّ، وزوجة، وبنت، وأخت، وعمّة، وخالة، وحفيدة، وجدّة، فلقد قَالَ رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم : ( إنّما النّساء شقائق الرّجال )
ثمّ أنتِ -أيّتها الأخت المسلمة- تنتمين إِلَى أمّةٍ جليلة عظيمة، ألا وهيَ ملّة الإسلام؛ وليس من شكّ أنّ نساء هذه الأمة السالفات كنّ من أعظم الأسباب التي بوّأت هذه الأمة مكانتهَا العليَّة العظيمة.
واعلمي –أيّتها الأخت الطيّبة- أنّ الله عزّ شأنهُ قَدْ جعل للمرأة منزلة عظيمة فِي التكليف والتّشريف، فقال جلّ جلاله: ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم إنّ الله عزيز حكيم)) [التوبة: 71]
أُختاه: إنّ أعداء الإسلام –أينما كانوا- يريدون أن يصرفوكِ عن مهمّتك الشريفة وجهودك المنيفة، فِي خدمة الدين وبناء الأمّة فنراهم يقدّمون لكِ الإغراءات الدنيويّة المثيرة والزخارف الفانية، وموديلات جذّابة كذّابة ونماذج فاضحة فادحة، كلّه من صنع الكفرة وتصميماتهم، يريدونك بلا شريعة إلاّ شريعة أهوائهم الرديئة وشهواتهم الدنيئة ومبادئهم الوبيئة.
أُختاه: هؤلاء الذين يَسْعَوْنَ بكلّ وسيلة لإفساد مجتمع المسلمين لَمْ يجدوا سلاحاً لبلوغ أهدافهم أمضى من إفساد المرأة وذلك بإخراجها من حصن عفافها وسياج حيائها بأن تخلع حجابها، فتثور الغرائز وتزول الحشمة وتشيع الفاحشة، أفترضين لنفسكِ أن تكوني أداةً فِي مخطّطهم ووسيلة من وسائلهم وعوناً لهم لتحقيق مآربهم؟!!
أُختاه: هؤلاء الذين قَالَ الله تَعَالَى فيهم: (( إنّ الذين يحبّون أن تشيعَ الفاحشة فِي الذين آمنوا لهم عذابٌ أليم فِي الدُنْيَا والآخرة)) [النور: 19]. إنّهم هم الذين قالوا : " لَنْ تستقيم حالة الشرق مَا لَمْ يُرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطّى بِهِ القرآن"- قَالَ ذَلِكَ (جلادستون) رئيس وزراء إنكلترا سابقاً-. وهم الذين قالوا : " إنّ التأثير الغربي الَّذِي يظهر فِي كلّ المجالات، ويقلب رأساً عَلَى عقب المجتمع الإسلامي، لاَ يبدو فِي جلاء أفضل مما يبدو فِي تحرير المرأة"-قَاله (جان بول) فِي كتابه "الإسلام فِي الغرب"-.
واللهُ تَعَالَى يَعِدُكِ: ((ومن يعمل صالحاً من ذكرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مؤمن فأولئك يدخلون الجنّة يرزقون فِيهَا بغير حساب)) [غافر: 40]. فإلى أيّ النّدَاءَيْنِ تستجيبين: إِلَى نداء الشيطان وجنده أم إِلَى نداء الرّحمن؟؟ وإلى أيّ الفريقين تريدين: (( فريق فِي الجنّة وفريق فِي السّعير)) [الشورى].
أُختاه: إنّ مَا يفجع القلوب أن نرى نساءً مسلمات خلعن حجابهن وتبرّجن تبرّج الجاهليّة الأولى، يقلّدن الكافرات فِي لباسهنّ وقد أُمِرْنَ أن يتّخذنهنّ أعداءً إِلَى يوم الدين، ونرى نساءً مسلمات لَمْ يعرفن من الحجاب سوى أنّه غطاء لشعر الرأس فقط وما عدا ذَلِكَ فلا حرج فيه، فيغطّين شعرهُنّ ويلبسن البنطال والملابس الضيّقة والشفّافة والمثيرة للنّظر (( وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً )) [الكهف: 100]. إِلَى هؤلاء جميعاً وإلى الرّجال الذين ولاّهم الله مسؤوليّة أزواجهن وبناتهن -كَمَا قَالَ تَعَالَى: ((الرّجال قوّامون عَلَى النّساء)) [النّساء]. وكما أخبر النّبي صلى الله عليه وسلم: ( الرّجل راعٍ فِي بيته ومسؤول عن رعيّته ) أن يعلموا أنّ الحجاب الَّذِي أمر الله بِهِ ستراً وصوناً للمرأة ورفعةً لها بقوله: (( يَا أيّها النّبي قل لأزواجك وبناتِك ونساء المؤمنين يُدْنِينَ عليهنّ من جلابيبهنّ، ذَلِكَ أدنى أن يُعْرَفْنَ فلا يُؤذَيْنَ، وكان الله غفوراً رحيماً )) [الأحزاب:59]. لاَ بدّ أن تتوفّر فيه شروط حتّى يكون حجاباً كَمَا يحبّ الله ويرضى
[/size]